ظاهرة المقاهي ليست حكرا على لاعبي مدن دون غيرها، فالجيل السابق من اللاعبين كان استثمر ما كسبه من مال في المجال ذاته. نجم فريق النادي المكناسي والمدرب الحالي حمادي حميدوش يملك مقهى «الكورنير» بحي الحمرية في العاصمة الإسماعيلية. تفسير اختيار الكوايرية، هو أن هذا الاستثمار يجلب ربحا في أسابيعه الأولى. الخوف من إتلاف أرباح العمر الرياضي دفع أغلب نجوم منتخب 1986 إلى امتلاك مقاهي، محمد التيمومي انخرط مع مالكي المقاهي في الرباط، قبل أن يقرر في النهاية بيعها. التيمومي لم يجتهد كثيرا في البحث عن الاسم. اختار لها «الكرة الذهبية» احتفاءً بفوزه بالكرة الذهبية الإفريقية في العام 1985. كانت في البداية تغري الرواد باكتشافها صحبة، أو بحثاً عن، رفيقات، لكن سرعان ما انتهت أيام مجدها بانتهاء مشوار التيمومي. زملاؤه ساروا على نفس الدرب. الزاكي بادو كان يملك مقهى شعبيا في سوق «الجملة» القريب من حي للا مريم بالدارالبيضاء. كان ذلك في بداية الثمانينات. الآن يملك الزاكي إحدى أرقى المقاهي في شارع أنفا. مساعده أيام كان يدرب المنتخب المغربي لكرة القدم عزيز بودربالة يملك هو الآخر مقهى أقل رقيا بالقرب من بنك المغرب في الدار البيضاء. سماها «لالوج». نحم فريق بني ملال عبد العزيز البدراوي، والذي لعب طويلا في البطولة التونسية، اختار هو الآخر بناء مقهى بمدينته بعدما علق السباط. الاستثمار في المقاهي اختاره عدد من اللاعبين في مدن طنجة وفاس والدارالبيضاء وسطات والجديدة. عميد فريق الوداد البيضاوي الأسبق لحسن أبرامي افتتح مقهى تقدم «الشيشا» للزبناء، وأضحت المقهى محط إقبال لزملائه السابقين واللاعبين الحاليين ببعض الفـــــــرق البيضـــاوية... ربما كان محسن ياجور أبرز زبون. الاقتصادي إدريس بنعلي يرجع اختيار اللاعبين لمشاريع مثل المقاهي إلى نقطتين أساسيتين، النقطة الأولى يوجزها في ما سماه «الاستثمار الشخصي للرأس المال الشعبي، فلاعب الكرة كسب طيلة مشواره شعبية كبيرة، لذا يحاول أن يوظفها في مشروع مثل المقهى كي يجلب له الزبائن»، ويوضح المحلل الاقتصادي أن لاعب الكرة يحرص على الظهور في المقهى بين الفينة والأخرى، أما النقطة الثانية فمردها، حسب بنعلي، لضعف السوق المغربية، وهي سوق لا تسمح بهامش كبير للمغامرة لهؤلاء الرياضيين، لذا يفضل الرياضيون «البحث عن الأمان».